توفي الوزير السابق للخارجية الأمريكية هنري كيسنجر الذي لعب دورًا بارزًا في تحديد مسار السياسة الخارجية الأمريكية خلال الحرب الباردة عن عمر ناهز المئة عام في منزله بولاية كونيتيكت، وتوفي الدبلوماسي الألماني الأصل وانتهت مسيرته الطويلة التي شملت فترة خدمته في إدارتي نيكسون وفورد.
من هو هنري كيسنجر
ولد هنري كيسنجر وسط عائلة يهودية في بافاريا في 1923 وهربت عائلته من اضطهاد النازيين لتنضم إلى الجالية اليهودية في نيويورك عام 1938، بالرغم من تجنبه لأزمة الحروب وانغماسه في العمل والتحصيل العلمي تأثرت حياته بالتحولات التاريخية والسياسية.
الفترة الأمريكية والخدمة الحكومية
بعد أن أصبح مواطنًا أمريكيًا في 1943 شغل كيسنجر مناصب عديدة في الخدمة الحكومية مع تركيزه الرئيسي على العلاقات الدولية، وفي 1957 نشر كتابًا هامًا بعنوان “الحرب النووية والسياسة الخارجية” والذي أثار الانتباه وساهم في بناء سمعته.
مستشار الأمن القومي ووزير الخارجية
عينه الرئيس نيكسون مستشارًا للأمن القومي في 1969 حيث لعب دورًا حاسمًا في توجيه السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وفي ثماني سنوات من الخدمة شهدت الولايات المتحدة نهاية مشاركتها في حرب فيتنام وتحسين العلاقات مع الصين وتسوية الصراعات في الشرق الأوسط.
تحقيق السلام والنجاحات الدبلوماسية
كانت جهود كيسنجر حاسمة في تحقيق السلام في الشرق الأوسط حيث كان له دور في السلام بين مصر وسوريا من جهة وبين إسرائيل من جهة أخرى حيث أطلق عليه مصطلح “الدبلوماسية المكوكية”، وحاز على جائزة نوبل للسلام عام 1973 مع لو دوك ثو من فيتنام الشمالية، ورفض الأخير قبولها، وبالرغم من الإنجازات تعرض لانتقادات حادة بسبب سياسته في كمبوديا والأرجنتين.
حياة طويلة نشطة
رغم اعتزاله الحياة الحكومية في 1977 استمر كيسنجر في إثراء الحوار السياسي وتقديم المشورة لقادة العالم، وزار بكين في آخر فصول حياته والتقى بالرئيس الصيني شي جين بينغ مما أثار استياءًا في البيت الأبيض.
انقسام الآراء بشأنه
كان كيسنجر شخصية مثيرة للجدل حيث أثارت سياسته الواقعية إعجاب مؤيديه وانتقادات شديدة من خصومه، ساهمت دبلوماسيته في تغيير العلاقات الدولية وفي الوقت نفسه كان محل انتقادات بسبب دعمه لحكومات قمعية.
وأخيراً رحل هنري كيسنجر ولكن ترك إرثًا دبلوماسيًا ثريًا ومثارًا للتأمل والنقاش حول دور الشخصيات البارزة في تشكيل مسارات التاريخ العالمي.